عندما يقربنا العطاء من الإلهي: لفتات القلب في قصص الأنبياء
Share
في السرديات الروحية، ثمة لفتات صامتة تحمل في طياتها معانٍ عميقة. فالعطاء، في العقيدة الإسلامية، ليس مجرد عادة، بل هو علامة على الاهتمام، وفعل لطف، وطريق خفي إلى الله. وقد برهن الأنبياء أنفسهم على ذلك بأبسط أفعالهم.
يُقال إنه عندما طرق الغرباء باب إبراهيم (عليه السلام)، لم يسألهم أي سؤال. بل ذهب وأحضر عجلًا طريًا، وأعدّه، وقدّمه دون انتظار أي سؤال. لم يكن ذلك واجبًا، بل كان دافعًا عفويًا.
"ثم ذهب إلى أهله بهدوء وأتى بعجل مسمن."
(سورة الذاريات، الآية 26)
أن تقدم العطاء لمن يأتي إليك، حتى بدون كلمات، حتى بدون سبب، هذا ما تفعله القلوب العظيمة.
لطالما قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إن العطاء يُليّن العلاقات. قال ببساطة:
"أعطوا بعضكم البعض الهدايا، فهذا يقوي الحب بينكم."
(حديث)
لم يكن الأمر يتعلق بالقيمة المادية. قليل من العطر، قطعة قماش، كلمة طيبة... ما يهم هو اللفتة. العطاء ليقول: "أفكر فيك، أُقدّرك".
ثم هناك هذا المقطع من قصة موسى (عليه السلام). عندما ساعد امرأتين على استسقاء الماء، فعل ذلك دون انتظار أي مقابل. في ذلك اليوم، لم يقدم شيئًا. بل قدّم وقته وقوته وصمته. وهذه الهدية غيّرت مصيره.